Accueilchevron_rightL’Olivier, Le petit journal du Grand Lycéechevron_rightParoles d'anciens : Jad Chahrour

! الكتابة المُشاكسة: جاد شحرور قلم واعد على دروب الحرّيّة

قلبه رأسًا على عقب ليصبح ذلك الشّابّ العاشق للغته الأمّ OIB لم يكن جاد يحبّ اللّغة العربيّة في صغره، لكنّ اختياره الشعبة الدولية للبكالوريا الفرنسية

إنَّ عشقه لهذه اللغة كان ثمرته كتابًا تحت عنوان “وتخطيت الزمن ما بين الهواجس والأحلام”. يفيض بأفكاره وأسراره ويخطّ كلماته على وسع الصفحات داعيًا إيّانا الى ولوج عالمه الخاصّ، عالم الحب و، عالم المراهقة والثورة عبر شخصيّة وطنيّة تركت أثرًا كبيرًا في نفسه

يرى جاد أن اللّغة العربيّة مهمّشة في بلده ولا أحد يقدّر غنى تراثها، ويحلو له أن يشبّهها بالثروة النفطيّة في العراق، حيث كان الشعب العراقي يدوس على النفط سابقًا من دون أن يقدّر قيمته. التلاميذ في لبنان لا يقبلون على تعلّمها بكل حماس. فلقد هدف عبر صفحات كتابه الى تحسيس طلّاب اليوم بضرورة اكتشاف هذه اللّغة وتقديرها

:فكم آلمه أن يسمع زملاءه وهم يتأفّفون من ساعات اللّغة العربيّة

c’est trop dur l’arabe, c’est moche ….

الكتابة أساسيّة بالنسبة إليه للتعبير عن الذّات. هي تبنى ولنملك ناصيتها نحن بحاجة الى تدريب مكثّف كالرياضة البدنيّة، وبعد هذا التدريب ندخل عالم هذا الحرف العجيب. وهذا ما حدث بالضّبط مع جاد، قد فعلت اللّغة العربيّة فعلها في نفسه ، سحرته وجعلته أسير أعلامها وتراثها.

نقلته الى عالم الفروسية مع عنترة، وإلى عالم الحبّ مع مجنون ليلى ونزار قبّاني، والى عالم الثورة والكبرياء مع المتنبّي وجبران خليل جبران

نلمس في كتابته انتفاضة على المجتمع بكل تناقضاته. كيف لا وقد جذبته وأثّرت فيه أفكار الإمام موسى الصدر الّذي كرّس حياته من أجل الفقراء والمحرومين ولبنان؟

نعم هذا هو “جاد” المراهق الذي اتّكأ على لغته الأمّ ليعبّر عن ثورته الداخلية وسعيه الحثيث لتغيير واقع بلاده. هذا الواقع الذي يراه محبطاً بعض الشيء

لم تكن ولادة هذا الكتاب سهلة الّا أنه أصرّ على إنجازه على الرغم من الكلام السلبيّ الذي سمعه من بعض المقرّبين إليه. فعلى العكس، هذه الأقاويل جعلته يمضي قدمًا في كتابته ليثبت للجميع أنّ روح الشباب الّذي فيه لن يقف في وجهها أحد

“لم يكن مراهقا عاديًّا يحضر ويتحضّر للبكالوريا، كان مشاكسًا في آرائه، مغامرًا في تدخّلاته، خارجًا بآرائه عن المألوف” هكذا تصف الدكتورة نجاح خوري تلميذها جاد. وهو يدين لها بالكثير من عشقه للغة العربيّة : ” يا ريت بقدر أعملا تمثال، لم تبخل علينا يومًا بمعلومة. تحمّلت منّا الكثير، لكنّها لم تتعب يومًا من زرع حبّ اللّغة فينا “. رافقته في مشروعه، أشرفت على العمل ودعمت تلميذها المميّز

!أخيرًا، نقول لك يا جاد إنّ مدرستَك تفخر بك تلميذًا متميِّزًا وكاتبًا على دروب المواطنة والعدالة والمساواة

كلاريس شبلي

 

Propos recueillis par Clarisse Chebli